Read more: http://seo-blogger-tips.blogspot.com/2010/04/add-meta-tag-to-individual-blog-posts.html#ixzz1fyOeiJ00 المأساة النووية اليابانية | hamza alsabatin

الزوار

نبضات ... تابعونا بكل لغات العالم

14‏/3‏/2011

المأساة النووية اليابانية



زكريا محمد

يتسع، في ما يبدو، مدى الخطر النووي الذي سببه الزلزال الياباني. يتسع بشدة ربما
اقشعرت له أبدان العارفين بأكثر مما نعرف نحن. بل إن ما نعرفه حتى الآن صار شيئا
يقف له شعر الرأس. فنحن أمام مفاعل ثان تفشل فيه دورة التبريد. أي أنه يمكن أن
ينفجر. وهناك من يعتقد أن ثلاثة مفاعلات أخرى تواجه نفس المشكلة. أي أننا أمام خمسة
مفاعلات تحت الخطر. هذا يعني أن حقلا كاملا من المفاعلات النووية يتحول إلى حقل
ألغام!

وثمة قدر لا باس به من إخفاء الحقائق يدور بين الحكومة اليابانية والحكومة
الأميركية. ذلك أن الإعلان عن هذه الحقائق قد يؤدي إلى هلع شامل يحول المر إلى
مأساة كبرى. وهناك من أخبرنا أن أعدادا من أهالي طوكيو أخذوا بالنزوح عن المدينة
فعلا خوفا من الخطر النووي، فماذا كانوا سيفعلون لو علموا بالحقائق؟!

ثمة أمر جلل يجري. أمر لم يسبق له مثيل. وأيا كان مصير الجهود المبذولة للسيطرة على
الخطر، فإن تحولا حاسما سيحدث في العالم بعد الآن:

أولا: سوف تندفع موجة عالمية ضد الطاقة النووية. ليس فقط ضد المفاعلات التي تنتج
وقودا للقذائف النووية، بل ضد إنتاج الطاقة النووية لأغراض مدنية.
كل مشاريع إنتاج الطاقة النووية ستكون تحت هجوم الناس. لن يتقبل احد بعد اليوم أن
يقام مفاعل نووي عند بيته، أو في بلده. وسوف تسقط جدالات شركات الطاقة النووية
لصالح هذه الطاقة ، وسوف تلغى مشاريع كانت تحت الإعداد. وسيكون الهجوم أقوى في
البلدان التي تتموضع ضمن قوس الزلازل. لكنه سيكون هجوما بشريا شاملا ضد الطاقة
النووية.

ثانيا: هذا يعني أن الحاجة إلى النفط ستزداد بشدة. وهي ستزداد لأن الاحتياطات
تتناقص. بالطبع سيتحول هذا إلى دولارات في خزينة العائلة السعودية، التي ستستخدمها
في دعم الثورات المضادة في المنطقة. كما انه سيجعل من التدخلات الغربية في المنطقة
أمرا أشد احتمالا. منذ الآن لن تستطيع اليابان بناء مفاعلات نووية. بل ولعل
اليابانيين سيجبرون حكومتهم على التفكيك التدريجي لكل المفاعلات النووية الموجودة.


ثالثا: نحن بالطبع لا نستطيع أن نحدد كيف ستكون اليابان بعد الزلزال. يابان ما بعد
الزلزال ما زالت مجهولة. فالمعلومات عنها تخفى ولا تصلنا. لكن يبدو أن هذا البلد قد
أصيب بضربة مخيفة، ربما أدت إلى تغيير التوازنات في شرقي آسيا. لكن علينا أن ننتظر
لنرى.

رابعا: سوف تنطرح، ويجب أن تنطرح، المسألة النووية في الشرق الأوسط كله. المسألة
النووية بشقيها المدني والعسكري. سوف يوضع مفاعل ديمونا والمفاعل الإيراني تحت
الهجوم. ومن جهتنا فالأمر واضح وجلي: لا بد من تطهير فلسطين التاريخية من أي وجود
نووي. ففلسطين من الصغر بحيث أنها لن تتحمل حادثا نوويا واحدا. ومن يعتقد أن هذا
البقعة من الأرض لن تتعرض لتسونامي فهو مخطئ جدا. فقد تعرضت من قبل لزلازل جلبت
معها تسوناميهات مدمرة. ولدينا مثل واحد على الأقل، وهو زلزال الرملة عام 1067
ميلادية. ففي تلك السنة دمر زلزال مخيف مدينة الرملة وقتل 25 ألفا من أهلها. وقد
وصل صدى الزلزال إلى المدينة المنورة ذاتها، حيث تساقطت حجارة من أعلى الحرم النبوي
هناك.

تبع الزلزال تسونامي مرعب: في البدء تراجعت مياه البحر عن الساحل مسيرة يوم، أي ما
يقرب من ثلاثين كيلومترا، ونزل الناس في الساحل ليتجولوا في الأرض التي انكشف عنها
البحر، وبعد وقت، ربما كان ساعة أو نصف ساعة، عاد الوحش المائي في موجة عارمة
مزمجرة، وأخذ في طريقه كل شيء، محطما الساحل، ومدمرا عشرات القرى والضياع، عابرا
إلى مسافة كبيرة في البر الأصلي.

ولو كان يومها في فلسطين غواصات نووية ومفاعلات نووية وقذائف نووية فربما كانت
فلسطين قد خربت إلى الأبد. وكي لا تخرب فلسطين، التي يعلن الكل أن زلزالا كبيرا في
انتظارها، لا بد من إزاحة الخطر النووي. "الرعشة النووية" التي تم تهديد العرب بها
في حرب أكتوبر عام 1973، تتحول الآن، وبعد الحدث الياباني، إلى رعشة في ظهور العرب
واليهود معا. كل سكان فلسطين التاريخية الآن مهددون بالمجد الذي كلل هامة شمعون
بيريس: مجد مفاعل ديمونا وقنابله النووية. هذا المجد هو الكارثة بعينها على العرب
واليهود معا. وهو كارثة محدقة بالعرب كلهم، وعلى الخص بلاد الشام ومصر.
يجب مواجهة هذا الخطر، عبر تنظيف فلسطين من الوجود النووي.

وكل ما نقوله الآن مجرد عناوين.
ذلك أن الحدث الياباني لم يكتمل بعد.
وحين يكتمل سيكون العالم قد دخل عصرا جديدا في اغلب الظن.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق