Read more: http://seo-blogger-tips.blogspot.com/2010/04/add-meta-tag-to-individual-blog-posts.html#ixzz1fyOeiJ00 حول بعض ما جاء في رسالة القنصل العام البريطاني | hamza alsabatin

الزوار

نبضات ... تابعونا بكل لغات العالم

14‏/3‏/2011

حول بعض ما جاء في رسالة القنصل العام البريطاني

                                                                                                                        
د. محمد جادالله

نشرت جريدة القدس على صفحتها الأولى يوم الجمعة الموافق 11 من آذار 2011 " رسالة
"بقلم : سير فنسنت فين، القنصل العام البريطاني، بعنوان: بداية جديدة لجميع شعوب
الشرق الأوسط . تناول فيها الوضع في ليبيا، وبقية التطورات في الشرق الأوسط وخصص
القسم الأخير للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ما يهمني على وجه الخصوص وما سأتناوله هنا هو ما جاء حول موقف بلاده من الصراع
بيننا وبين إسرائيل، يبدأ بالدعوة للعودة في أقرب وقت ممكن إلى مفاوضات مباشرة ثم
يضع الخطوات لإنهاء الصراع بشكل نهائي.

بدايةً أود أن أذكّرسعادة القنصل بأن خطابه وخطاب المملكة المتحدة التي يمثلها لا
يزال خطاباً استعمارياً استعلائياً مستفزاً، ويفيض بالمراوغة والمواربة وفق " سياسة
" الغموض البناء التي خبرناها جيداً ووجدنا بالملموس أنها مِعوَلٌ لهدم حقوق الشعب
الفلسطيني .


إنه خطاب استعماري واستعلائي لأنك يا سعادة القنصل العام تقول: " إن السلطة
الفلسطينية قد طورت قدرتها على إدارة دولة ديمقراطية وسلمية، على أساس سيادة
القانون والعيش في سلام وأمن مع إسرائيل ".
_ هذه شهادة أنت تمنحها، وما كان يجدر بك أن تدعي هذا الحق. الشهادة بأن السلطة قد
طورت قدرتها على إدارة دولة ديمقراطية يحددها ويقررفيها ويعطيها الشعب ولا يمنحها
أحد سوى الشعب. ثم عن أي دولة تتحدث؟ وكيف تكون " الدولة " أي دولة، ديمقراطية بدون
برلمان منتخب وساري المفعول، ولها حكومتان، حكومة لتصريف الأعمال بدون سقف زمني،
ومستمرة منذ حوالي ثلاث سنوات في الضفة الغربية وحكومة الأمر الواقع في قطاع غزة ؟
مع أنك تدرك تماماً، كما ندرك نحن، أن الانتخابات والبرلمان ليست أكثر من غلالة
شفافة على سطح الديمقراطية وليست الديمقراطية في ذاتها، ومع ذلك فهي مفقودة. أم أنك
لا تزال تعتقد أن ما نستحقه كعرب لا يرقى لأكثر من هذا ؟ ثم ألمْ يصلْكَ حديث شباب
فلسطين الذين لا يقبلون إلا بديمقراطية من النوع الذي يؤسس له شباب ميدان التحرير
في القاهرة وشباب جادة بورقيبة في تونس ؟
أما القول ب " العيش في سلام وأمن مع إسرائيل "فليست " دولة فلسطين " هي التي تعتدي
وتحتل إسرائيل. لماذا لا تسمي الأشياء بأسمائها ؟


_ إنه خطاب يفيض بالمراوغة والمواربة لأنك يا سعادة القنصل العام تقول: " اتفاق حول
حدود الدولتين استناداً إلى خطوط الرابع من حزيران / 1967، مع تبادل أراض متساوية
يمكن للجانبين الاتفاق في شأنها ".
إذا كانت خطوط الرابع من حزيران / 1967 هي الحدود بين الدولتين، فأي اتفاق تقصد
وعلى ماذا؟ لماذا لا تقول: على إسرائيل أن تنسحب إلى ما وراء خطوط الرابع من حزيران
/ 1967 ونقطة على السطر. وللتذكيرفهذا ما تنص عليه القوانين الدولية التي تدّعون
الحرص على احترامها وتطبيقها. أم أن هذا هو الغموض البناء الذي يفتح الباب أمام
بقاء المستوطنات الاستعمارية في قلب الدولة الفلسطينية ؟ أما تبادل أراض متساوية،
فهي فكرة إسرائيلية، ربما يكون المفاوض الفلسطيني قد قبل بها، ولكنها لا تحظى بقبول
الناس. ثم مَنْ قال بأن الناس يقبلون مبادلة أجزاء من القدس بأراض في النقب، وإذا
كان التبادل يخص منطقة المثلث فمَنْ قال بأن أهل المثلث سيقبلون؟


_ ترتيبات أمنية، تحترم سيادة دولة فلسطين وتظهر نهاية الاحتلال،وتضمن بالنسبة
للإسرائيليين أمنهم وتستدرك انبعاث الأعمال الإرهابية وتأخذ في عين الاعتبار
التهديدات الجديدة والناشئة ".

أن تحترم الترتيبات الأمنية سيادة دولة فلسطين فهذا جميل، وتحترم في اللغة معناها:
أن تهاب وترعى حرمة الشيئ. وأن تضمن نفس الترتيبات الأمنية أمن إسرائيل فهذا تمييز،
فكلمة تضمن في اللغة معناها أن تكفل وتتعهد وأن توضَع عليك شروط. ونسأل هنا : مَنْ
يحتاج إلى ضمانة أمنه، هل هي الدولة النووية، المحتلة والمعتدية دائماً، أم الدولة
الناشئة، المجردة من السلاح والخارجة من تحت نير الدولة المستعمرة؟ وما لزوم الحديث
عن انبعاث الأعمال الإرهابية ؟ وإلى متى سنبقى في عرفكم مجرد مجموعات إرهابية؟ ومن
أين أتيت بنبوءة التهديدات الجديدة والناشئة؟ هل تقصد أن ثورة العرب على أنظمة
الفساد والاستبداد التي رعيتموها عقوداً هي تهديدات وإرهاب ؟ أم أن العرب يجب أن
يكونوا عبيداً وأنه لا كرامة لهم ؟ نحن نطالبك بتقديم الاعتذار وفوراً.


وأما بالنسبة للاجئين والقدس، فنقول لسعادتك بأننا لن نقبل بغير عودة اللاجئين إلى
ديارهم التي هجروا منها بقوة السلاح وتعويضهم عن عقود من المآسي والمعاناة. والقدس
يا صاحب السعادة هي مدينة عربية خالصة ومحتلة وعلى إسرائيل أن تخرج منها، إسرائيل
المحتلة بجيشها ومستعمريها ، بدون قيد أو شرط ، وفق قوانين الشرعية الدولية التي
وقعتْ عليها حكومة بلادكم.

وأخيراً، نقول بأنك أصبت بإيمانك أن سنة 2011 يجب أن تكون السنة التي يحدث فيها
اختراق سياسي وحقيقي ، ولكن بطريقتنا هذه المرة.

 القدس بتاريخ 12 / 3 / 2011
 Mohjad41@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق